Thursday, June 12, 2014

معنى هو في قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ


Tafseer Jeily
تفسير ابن كثير (8/ 527)
بسم الله الرحمن الرحيم
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) }
قد تقدم ذكر سبب نزولها. وقال عكرمة: لما قالت اليهود: نحن نعبد عُزيرَ ابن الله. وقالت النصارى: نحن نعبد المسيح ابن الله. وقالت المجوس: نحن نعبد الشمس والقمر. وقالت المشركون: نحن نعبد الأوثان -أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم: { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ }
يعني: هو الواحد الأحد، الذي لا نظير له ولا وزير، ولا نديد ولا شبيه ولا عديل، ولا يُطلَق
تفسير ابن كثير (8/ 528)
هذا اللفظ على أحد في الإثبات إلا على الله، عز وجل؛ لأنه الكامل في جميع صفاته وأفعاله.
التفسير الميسر (11/ 96،)
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) }

قل -أيها الرسول-: هو الله المتفرد بالألوهية والربوبية والأسماء والصفات، لا يشاركه أحد فيها.
التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي (ص: 2655)
{ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ } الضمير هنا عند البصريين ضمير الأمر والشأن والذي يراد به التعظيم والتفخيم ، وإعرابه مبتدأ وخبره الجملة التي بعده وهي المفسرة له ، والله مبتدأ وأحد خبره . وقيل : الله هو الخبر وأحد بدل منه وقيل : الله بدل وأحد هو الخبر . وأحد له معنيان أحدهما أن يكون من أسماء النفي التي لا تقع إلا في غير الواجب كقولك : ما جاءني أحد وليس هذا موضع هذا المعنى وإنما موضعه قوله : { وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ } والآخر أن يكون بمعنى واحد وأصله واحد بواو ثم أبدل من الواو همزة وهذا هو المراد هنا .
الدر المصون في علم الكتاب المكنون (ص: 5943)
قوله : { قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ } : في « هو » وجهان ، أحدهما : أنه ضميرٌ عائدٌ على ما يفْهَمُ من السياقِ ، فإنه يُرْوى في الأسباب : أنَّهم قالوا لرسولِ الله صلَّى الله عليه وسلم : صِفْ لنا ربَّك وانْسُبْه . وقيل : قالوا له : أمِنْ نُحاس هو أم مِنْ حديدٍ؟ فنَزَلَتْ . وحينئذٍ يجوزُ أَنْ يكونَ « الله » مبتدأً ، و « أَحَدٌ » خبرُه . والجملةُ خبرُ الأولُ . ويجوزُ أَنْ يكونَ « اللَّهُ » بدلاً ، و « أحدٌ » الخبرَ . ويجوزُ أَنْ يكونَ « اللَّهُ » خبراً أوَّلَ ، و « أحدٌ » خبراً ثانياً . ويجوزُ أَنْ يكونَ « أحدٌ » خبرَ مبتدأ محذوفٍ ، أي : هو أحدٌ . والثاني : أنَّه ضميرُ الشأنِ لأنه موضعُ تعظيمٍ ، والجلمةُ بعدَه خبرُه مفسِّرِةٌ .
الوسيط لسيد طنطاوي (ص: 4578،)
و { هو } ضمير الشأن مبتدأ ، والجملة التى بعده خبر عنه .
والأحد : هو الواحد فى ذاته وفى صفاته وفى أفعاله ، وفى كل شأن من شئونه ، فهو منزه عن التركيب من جواهر متعددة ، أو من مادة معينة ، كما أنه - عز وجل - منزه عن الجسمية والتحيز ، ومشابهة غيره .
تفسير القشيري (8/ 113)
لمَّا قال المشر كون : أُنسُبْ لنا ربَّكَ : أنزل الله تعالى : { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } .
فمعنى « هو » أي : الذي سألتُم عنه « هو » الله . ومعنى « أحد » أي : هو أحدٌ .
ويقال : « هو » مبتدأ ، « والله » خبره و « أحد » خبرٌ ثانٍ كقولهم : هذا حلوٌ حامض . { اللَّهُ الصَّمَدُ } .
{ الصمد } : السيِّدُ الذي يُصْمَدُ إليه الحوائج ، ويُقْصَدَ إليه في المطالب .
تفسير حقي (17/ 466،)
{ قل هو الله احد } الضمير للشأن كقولك هو زيد منطلق وارتفاعه بالابتدآء وخبره الجملة ولا حاجة الى العائد لانها عين الشان الذى عبر عنه بالضمير اى الله احد هو الشأن هذا او هو أن الله احد والسر فى تصدير الجملة به التنبيه من الاوامر على فخامة مضمونها مع ان فى الابهام ثم التفسير مزيد تقرير او الضمير لما سئل عنه اى الذى سألتم عنه هو الله اذ روى ان المشركين قالوا للنبى عليه السلام صف لنا ربك الذى تدعونا اليه وانسبه اى بين نسبه واذكره فنزلت يعنى بين الله نسبه بتنزيهه عن النسب حيث نفى عنه الوالدية والمولدية والكفاءة فالضمير حينئذ مبتدأ ولله خبره واحد بدل منه وابدال النكرة المحضة من المعرفة يجوز عند حصول الفائدة على ما ذهب اليه ابو على وهو المختار والله علم دال على الاله الحق دالالة جامعة لمعانة الاسماء الحسنى كلها
التفسير الميسر - (ج 11 / ص 96)
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) }
قل -أيها الرسول-: هو الله المتفرد بالألوهية والربوبية والأسماء والصفات، لا يشاركه أحد فيها.

النكت والعيون - (ج 4 / ص 470)
قوله تعالى : { قُلْ هُو اللهُ أَحَدٌ } اختلف في سبب نزول هذه الآية على ثلاثة أقاويل :
أحدها : أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم هذا الله خَلَق الخلْق ، فمن خلَقَ الله؟ فنزلت هذه السورة جواباً لهم ، قاله قتادة .
الثاني : أن مشركي قريش قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم انسب لنا ربك ، فأنزل الله هذه السورة ، وقال : يا محمد انسبني إلى هذا ، وهذا قول أُبي بن كعب .
الثالث : ما رواه أبو روق عن الضحاك أن المشركين أرسلوا عامر بن الطفيل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : قل له شققت عصانا وسببت آلهتنا وخالفت دين آبائك ، فإن كنت فقيراً أغنيناك وإن كنت مجنوناً داويناك ، وإن هويت امرأة زوجناكها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لست بفقير ولا مجنون ولا هويت امرأة ، أنا رسول الله إليكم ، أدعوكم من عبادة الأصنام إلى عبادته » ، أرسلوه ثانية وقالوا له : قل له بيّن لنا جنس معبودك ، فأنزل الله هذه السورة ، فأرسلوه ثالثة وقالوا : قل له لنا ثلاثمائة وستون صنماً لا تقوم بحوائجنا ، فكيف يقوم إله واحِد بحوائج الخلق كلهم؟ فأنزل الله سورة الصافات إلى قوله { إن إلهاكم لواحد } يعني في جميع حوائجكم ، فأرسلوه رابعة وقالوا : قل له بيّن لنا أفعال ربك ، فأنزل الله تعالى : { إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض } الآية ، وقوله { الذي خلقكم ثم رزقكم } .
{ قل هو الله أحد } خرج مخرج جواب السائل عن الله تعالى ، فقال لرسوله صلى الله عليه وسلم { قل هو اللهُ أحَدٌ } والأحد : هو المتفرد بصفاته الذي لا مِثل له ولا شبه .
فإن قيل : فلم قال « أحَدٌ » على وجه النكرة ، ولم يقل الأحَدُ؟ قيل عنه جوابان :
أحدهما : أنه حذف لام التعريف على نية إضمارها فصارت محذوفة في الظاهر ، مثبتة في الباطن ، ومعناه قل هو الله الأحد .
الثاني : أنه ليس بنكرة ، وإنما هو بيان وترجمة ، قاله المبرد .
فأما الأحد والواحد ففيهما وجهان :
أحدهما : أن الأحد لا يدخل العدد ، والواحد يدخل في العدد ، لأنك تجعل للواحد ثانياً ، ولا تجعل للأحد ثانياً .
الثاني : أن الأحد يستوعب جنسه ، والواحد لا يستوعب ، لأنك لو قلت فلان لا يقاومه أحد ، لم يجز أن يقاومه اثنان ولا أكثر ، فصار الأحد أبلغ من الواحد .
وفي تسميتها بسورة الإخلاص ثلاثة أوجه :
أحدها : لأن في قراءتها خلاصاً من عذاب الله .
الثاني : لأن فيها إخلاص لله من كل عيب ومن كل شريك وولد ، قاله عبد الله ابن المبارك .
الثالث : لأنها خالصة لله ليس فيها أمر ولا نهي .
تفسير الثعالبي - (ج 4 / ص 290)
رُوِيَ أنَّ اليهودَ دَخَلُوا عَلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له : يا مُحَمَّدُ؛ صِفْ لَنَا رَبَّك وانْسِبْه ، فإنَّه وَصَفَ نَفْسَه في التوراةِ وَنَسَبها ، فارْتَعَدَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ قولِهِم حَتَّى خَرَّ مغشياً عليه ، ونَزَلَ جبريلُ بهذهِ السورةِ .
و { أَحَدٌ } مَعناه : وَاحدٌ فَرْدٌ مِنْ جميعِ جِهَاتِ الوَحْدَانِيَّة ، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيءٌ و { هُوَ } ابتداءٌ ، و { الله } ابتداءٌ ثانٍ ، و { أَحَدٌ } خَبَرُه والجملةُ خَبَرُ الأوَّلِ ، وقيلَ هو ابتداءُ و { الله } خبرُه و { أَحَدٌ } بَدَلٌ منه ، وَقَرَأَ عمر بن الخطابِ وغَيْرُهُ : «قُلْ هُوَ اللَّهُ الواحِدُ الصَّمَدُ» و { الصمد } في كلامِ العربِ السيدُ الذي يُصْمَدُ إليه في الأُمُورِ وَيَسْتَقِلُّ بها
تفسير البحر المحيط - (ج 11 / ص 38)
عن ابن عباس ، أن اليهود قالوا : يا محمد صف لنا ربك وانسبه ، فنزلت.
وعن أبي العالية ، قال قادة الأحزاب : انسب لنا ربك ، فنزلت.
فإن صح هذالسبب ، كان هو ضميراً عائداً على الرب ، أي { قل هو الله } أي ربي الله ، ويكون مبتدأ وخبراً ، وأحد خبر ثان.
وقال الزمخشري : وأحد يدل من قوله : { الله } ، أو على هو أحد ، انتهى.
وإن لم يصح السبب ، فهو ضمير الأمر ، والشان مبتدأ ، والجملة بعده مبتدأ وخبر في موضع خبر هو ، وأحد بمعنى واحد ، أي فرد من جميع جهات الوحدانية ، أي في ذاته وصفاته لا يتجزأ.
وهمزة أحد هذا بدل من واو ، وإبدال الهمزة مفتوحة من الواو قليل ، من ذلك امرأة إناة ، يريدون وناة ، لأنه من الوني وهو الفتور ، كما أن أحداً من الوحدة.
وقال ثعلب : بين واحد وأحد فرق ، الواحد يدخله العدد والجمع والاثنان ، والأحد لا يدخله.
يقال : الله أحد ، ولا يقال : زيد أحد ، لأن الله خصوصية له الأحد ، وزيد تكون منه حالات ، انتهى.
وما ذكر من أن أحداً لا يدخله ما ذكر منقوض بالعدد.
وقرأ أبان بن عثمان ، وزيد بن علي ، ونصر بن عاصم ، وابن سيرين ، والحسن ، وابن أبي إسحاق ، وأبو السمال ، وأبو عمرو في رواية يونس ، ومحبوب ، والأصمعي ، واللؤلؤي ، وعبيد ، وهارون عنه : { أحد . . .
الله } بحذف التنوين لالتقائه مع لام التعريف وهو موجود في كلام العرب وأكثر ما يوجد في الشعر نحو قوله :
ولا ذاكراً الله إلا قليلاً . . .
فتح القدير للشوكاني - (ج 8 / ص 82)
قوله : { قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ } الضمير يجوز أن يكون عائداً إلى ما يفهم من السياق لما قدمنا من بيان سبب النزول ، وأن المشركين قالوا : يا محمد انسب لنا ربك . فيكون مبتدأ ، والله مبتدأ ثان . و { أحد } خبر المبتدأ الثاني ، والجملة خبر المبتدأ الأوّل . ويجوز أن يكون { الله } بدلاً من { هو } ، والخبر { أحد } . ويجوز أن يكون الله خبراً أوّلاً ، و { أحد } خبراً ثانياً ، ويجوز أن يكون { أحد } خبراً لمبتدأ محذوف ، أي : هو أحد . ويجوز أن يكون { هو } ضمير شأن؛ لأنه موضع تعظيم ، والجملة بعده مفسرة له وخبر عنه ، والأوّل أولى . قال الزجاج : هو كناية عن ذكر الله ، والمعنى : إن سألتم تبيين نسبته { قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ } . قيل : وهمزة { أحد } بدل من الواو ، وأصله واحد . وقال أبو البقاء : همزة { أحد } أصل بنفسها غير مقلوبة ، وذكر أن أحد يفيد العموم دون واحد . ومما يفيد الفرق بينهما ما قاله الأزهري : أنه لا يوصف بالأحدية غير الله تعالى ، لا يقال رجل أحد ، ولا درهم أحد؛ كما يقال رجل واحد ، ودرهم واحد ، قيل : والواحد يدخل في الأحد ، والأحد لا يدخل فيه فإذا قلت لا يقاومه واحد جاز أن يقال لكنه يقاومه اثنان بخلاف قولك لا يقاومه أحد . وفرّق ثعلب بين واحد وبين أحد بأن الواحد يدخل في العدد وأحد لا يدخل فيه . وردّ عليه أبو حيان بأنه يقال أحد وعشرون ، ونحوه ، فقد دخله العدد ، وهذا كما ترى ، ومن جملة القائلين بالقلب الخليل . قرأ الجمهور : { قل هو الله أحد } بإثبات { قل } . وقرأ عبد الله بن مسعود وأبيّ : ( الله أحد ) بدون { قل } . وقرأ الأعمش : ( قل هو الله الواحد ) وقرأ الجمهور : بتنوين { أحد } ، وهو : الأصل . وقرأ زيد بن عليّ ، وأبان بن عثمان ، وابن أبي إسحاق ، والحسن ، وأبو السماك ، وأبو عمرو في رواية عنه بحذف التنوين للخفة ، كما في قول الشاعر :
عمرو الذي هشم الثريد لقومه ... ورجال مكة مسنتون عجاف

البحر المديد - (ج 7 / ص 121)
قلت : { هو } ضمير الشأن مبتدأ ، والجملة بعده خبر ، ولا تحتاج إلى رابط لأنها نفس المبتدأ ، فإنها عين الشأن الذي عبّر عنه بالضمير ، ورفعه من غير عائد يعود عليه؛ للإيذان بأنه الشُهرة والنباهة بحيث يستحضرة كلُّ أحد ، وإليه يُشير كل مُشير وعليه يعود كل ضمير ، كما يُنبىء عنه اسم الشأن الذي هو القصد . والسر في تصدير الجملة به للتنبيه من أول الأمر على فخامة مضمونها وجلالة حيزها ، مع ما فيه من زيادة تحقيقٍ وتقرير ، فإنَّ الضمير لا يُفهم منه من أول الأمر إلاّ شأن مبهم ، له خطر جليلٍ ، فيبقى الذهن مترقباً لِما أمامه مما يفسره ويزيل إبهامه ، فيتمكن عند وروده له فضل تمكُّن . وكل جملة بعد خبره مقرِّره لِما قبلها على ما يأتي .



No comments:

Ramadan

الغزالي